ومن هذا المنطلق وفي ظل الإهتمام الشديد بقضايا التغير المناخي وتأثيرها على البيئة والموارد أدركت العديد من المدن وبالأخص الصناعية بضرورة مواكبة تلك المتغيرات وقامت بوضع مقترحات وحلول للحد من تلك الأضرار المصاحبة لتلك المتغيرات ومواكبة كافة المتغيرات التي تؤثر على البيئة.
من هنا نتحدث عن واحدة من أهم مدن الجيل الجديد التي أيقن شبابها ومجتمعها المسؤولية التي تقع على عاتقهم تجاه هذه الموارد والبيئة ووطنهم الصغير ” مدينة السادات ” والتي تكمن أحلامهم فيها أن تكون السادات مدينة صديقة للبيئة، لذلك قاموا بإطلاق مبادرة السادات خضراء للمحافظة على جودة الحياة بمدينتهم وتحسينها للأفضل.
إنطلاق المبادرة
لذلك تم إطلاق مبادرة السادات خضراء من قبل شركة عقار جروب للتطوير العقاري وذلك في مؤتمر الطاقة المتجددة بجامعة مدينة السادات “١٥ مارس٢٠٢٢” بحضور رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور” أحمد بيومي” ونائب رئيس الجامعة لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة الأستاذ الدكتور “خالد جعفر” وممثلين عن الإتحاد العربي للتنمية المستدامة وجمعية المهندسين ووزارة الكهرباء والطاقة.
منذ إنطلاق مبادرة السادات خضراء شهدت تفاعل مجتمعي فاق التوقعات من الشركات والمصانع والمدارس والأندية والمولات بالإضافة للأفراد المتطوعين في العمل، ولأن كلنا مسئولين للحفاظ على مدينتنا كأفراد ومؤسسات وأهم هذه المؤسسات .. المؤسسات التعليمية لأن لهم دور كبير في تربية أطفالنا لذلك عليهم مسؤولية مجتمعية في غرس السلوك البيئي بين أطفالنا وضرورة حرص أولياء الأمور على دعم هذه القيم في أطفالنا.
وتتمثل أهم استراتيجيات مبادرة السادات خضراء في 3 خطوات ( تحسين ، ترشيد ، تدوير ) قادرين يحققوا هدفها بأن تكون مدينة السادات صديقة للبيئة.
- تحسين جودة الحياة بمدينتنا
- ترشيد استهلاك المياه والطاقة والموارد
- تدوير المخلفات لإعادة استخدامها.
ومدينة السادات توفر جودة حياة متكاملة، بما تتميز به من مساحات خضراء شاسعة تساعد علي توفير هواء صحي ونقي، وذلك مما ينعكس بالإيجاب على الحالة النفسية والمزاجية لأفراد المجتمع، والأسرة، والأطفال بالإضافة إلى أنها تحاط بحزام أخضر من جميع الجهات بمساحة إجمالية 33 ألف فدان من مزارع الخضار وتشكل نسبة 60% من المدينة مسطحات خضراء بوسط المناطق السكنية مما جعلها تتصنف بأفضل عشر مدن صناعية بالشرق الأوسط من قبل منظمة الصحة العالمية WHO.. وواجب على مجتمع مدينة السادات الحفاظ على هذه المميزات عن طريق مجموعة من العناصر أهمها :
نشر الوعي البيئي
هو الهدف الرئيسي للمبادرة السادات خضراء وعامل أساسي لنجاح المبادرة بين أهالي مدينة السادات بجميع الأعمار والطرق التي تناسبهم لذلك اهتمت مبادرة السادات خضراء بتواجدها بكل المؤتمرات والاحتفالات والندوات، خاصة المدارس لنشر الوعي البيئي وأهمية المبادرة للحفاظ على مدينتنا وإعطاء نماذج وأمثلة عملية لكل عناصر المبادرة، بالإضافة إلى نشر الوعي البيئي على مواقع التواصل الاجتماعي عن طريق نشر محتوى توعوي على صفحة المبادرة على الفيسبوك ” السادات خضراء ” بفيديوهات وصور ومقالات تخص الحفاظ على البيئة
التشجير
من أهم الأهداف الاستراتيجية لمبادرة السادات خضراء للحفاظ على المسطحات الخضراء ونشر الوعي البيئي بأهمية التشجير لامتصاص الانبعاثات الكربونية عن طريق حملة زراعة مليون شجرة بمدينة السادات على مدار 5 سنوات بمشاركة المؤسسات والشركات والمدارس والجامعات لنشجع طلابنا وأولادنا للحفاظ على البيئة، سيتم زرعها في الشوارع في البيوت في المدارس في المصانع.
المباني الصديقة للبيئة
هي الحل الجذري للمشاكل البيئية وبتتميز بأنها أكثر سهولة وأقل تكلفة ويطلق عليها المباني الخضراء وتعرف بأنها مباني مستدامة وعالية الأداء بداية من التصميم المعماري الذي يراعي التهوية والإنارة الطبيعية ونسب المسطحات الخضراء والحفاظ على المياه وحسن استغلالها، مما ينتج عنها فوائد مالية واقتصادية حيث أن المباني الصديقة للبيئة توفر في الطاقة 30% وبالإضافة لتوفيرها للمياه بنسبة 40% مقارنة بالمباني التقليدية، ولذلك تعمل المبادرة على نشر الوعي بأهمية المباني الصديقة للبيئة بالتعاون مع شركات التطوير العقاري
العمل على ترشيد الطاقة في القطاع المنزلي الذي يشكل النسبة الأكبر من استهلاك الكهرباء بنسبة 42% لذلك من الضروري تقليل الاستهلاك وتوجد عدة طرق تساهم بترشيد استهلاك الطاقة وتحافظ عليها مثل :
- استخدام الطاقة الشمسية بالمرافق العمومية لانها تشكل 20%من استهلاك المبنى للطاقة
- استخدام إضاءات الليد توفر 80% بالإضافة أن العزل الحراري للحوائط يقلل استهلاك التكييفات والدفايات
- ومن المهم الوعي باستخدام الأجهزة الكهربائية الموفرة للطاقة حيث توفر 25% من استهلاك الكهرباء
المياه من أهم الموارد الطبيعية التي يجب أن نسعى لترشيد استهلاكنا حيث يبلغ متوسط استهلاك الفرد من المياه في الشرب والأغراض المنزلية في مصر يصل إلى 300 لتر يومياً وتعتبر مصر من أعلى دول العالم استهلاكاً للمياه ومن الحلول التي تم تطبيقها بمبادرة السادات خضراء لترشيد استهلاك المياه هو استخدام موفر المياه الذكي وهو قطعة صغيرة ورخيصة ويمكن تركيبها بكافة حنفيات البيت وتتميز بـــــ :
- توفير 70% من المياه و توفير فاتورة المياه
- تقليل تكلفة تحلية المياه على الدولة
- تقليل الضغط على شبكة الصرف الصحي
- توفير تكلفة معالجة مياه الصرف
وللحفاظ على البيئة جوانب أخرى تسعى مبادرة السادات لتحقيقها .. كترشيد ورق الطباعة حيث ارتفع نسبة استخدام الورق في الفترة الأخيرة بنسبة 400% مما ينتج عنه إزالة ملايين الأفدنة من الغابات والأشجار .. ” رئة الأرض ” بالإضافة أن صناعة الورق بتستهلك كميات كبيرة من المياه والطاقة وتلوث الهواء، مما دفع مبادرة السادات خضراء لإطلاق حملة من ضمن المبادرة “ Go Digital “ لتشجيع الأفراد والمؤسسات على ترشيد استهلاك الورق.
ومن الجوانب الأخرى التي تسعى المبادرة لتقليل استهلاكها هو البلاستيك وخاصة الأكياس البلاستيكية حيث مصر تستهلك 15 مليار كيس بلاستيك سنوياً لسهولة استخدامه ورخصه ولكن تحمل العديد من الأضرار بسبب استخدام مواد مسرطنة في صناعتها بالإضافة إلى أن حرقه يبعث غازات سامة ولا يتحلل إلا بعد سنوات مما يدمر الحياة البحرية ويتفاعل مع المواد الغذائية ويدمر صحة الإنسان، وساهمت مبادرة السادات خضراء بوضع حلول لتقليل استخدام الأكياس البلاستيكية واستبدالها بأكياس قماش القابلة لإعادة الاستخدام أو الأكياس البلاستيكية القابلة للتحلل والعمل على منع استخدام الأكياس البلاستيك في مدينة السادات بالتعاون مع محافظ المنوفية كما تم بمحافظة البحر الاحمر.
إضافة إلى إطلاق المبادرة حملة بعنوان ” تدوير” لنشر الوعي بأهمية فصل المخلفات من المنبع لإعادة تدويرها وبالتالي تقليل استهلاك المواد الخام والموارد الطبيعية، لذلك تعاونت مبادرة السادات خضراء مع شركة متخصصة في مجال جمع المخلفات من البيوت مقابل حوافز مادية عن طريق تطبيق إلكتروني ” أبليكشن “
ومدينة السادات تتميز بهدوئها وبعد مناطقها السكنية عن الصناعية لذلك يجب تفعيل قوانين الضوضاء والإزعاج وتنظيم الأنشطة في المناطق السكنية للحفاظ على جودة الحياة بمدينتنا وإستبدال موتوسيكلات الدليفري بدراجات كهربائية صديقة للبيئة ونحافظ على هدوء مدينتنا من الضوضاء.
وتعمل مبادرة السادات خضراء بنشر الوعي بأهمية جودة الطعام للحفاظ على الصحة، ولما تعددت أسباب تحول الطعام لغير صحي منها .. المبيدات الحشرية الغير مرخصة وهرمونات النمو المسرطنة .. لذلك أطلقت المبادرة حملة زراعة الأسطح والتي توفر العديد من المميزات حيث أنه نظام إنتاج غذاء منزلي وصحي وآمن للأسرة، خالي من المبيدات والأسمدة وهرمونات النمو المسرطنة، منظر جمالي رائع، 300 كيلو جرام خضار وفاكهة صحية، 80 كيلو جرام سمك صحي بالإضافة إلى أنها صديقة للبيئة واقتصادية للمياه.
وتدعو مبادرة السادات خضراء جميع المؤسسات والأهالي بمدينة السادات للمشاركة لتحقيق حلم أول مدينة صديقة للبيئة في مصر للحفاظ على مدينة السادات وتحسين جودة الحياة لها.